اللهم انى اعوذ بک أن أفترى علیک، و أن أقول علیک خلاف ما انزلت من أخذ العهود و الوصیه لعلى بن أبى طالب المغلوب حقه، المقتول من غیر ذنب (کما قتل ولده با یمس) فى بیت من بیوت الله تعالى، فیه معشر مسلمه بأنفسهم، تعساً لرؤرسهم ما دفعت عنه ضیماً فى حیاته و لا عند مماته، حتى قبضه الله تعالى الیه محمود النقییه، طیب العریکه، معروف المناقب، مشهور المذاهب، لم تأخذه فى الله سبحانه لومه لائم، و لا عذل عاذل، هدیته اللهم، للاسلام صغیراً، وحدت مناقبه کبیراً، و لم یزل ناصحاً لک و لرسولک، زاهداً فى الدنیا غیر حریص علیها. راغباً فى الاخره، مجاهداً لک فى سبیک، رضیته فأخترته و هدیته الى صراط مستقیم.
اما بعد یا اهل الکوفه، یا اهل المکر و الغدر و الخیلاء، فانا اهل بیت ابتلانا الله بکم، و ابتلاکم بنا. فجعل بلاءنا حسناً، و جعل علمه عندنا و فهمه لدینا، فنحن عیبه علمه، و عاء فهمه و حکمته، و حجه على الارض فى بلاده لعباده، أکرمنا الله بکرامته، و فضلنا بنبیه محمد-صلیالله علیه و اله و سلم-على کثیر ممن خلق الله تفضیلا، فکذبتمونا و کفر تمونا، و رأیتم قتالنا حلالاً، و أموالنا نهباً، کأننا أولاد ترک أو کابل، کما قتلتم جدنا بایمس، و سیوفکم تقطر من دمائنا اهل البیت لحقد متقدم، قرت لذلک عیونکم، و فرحت قلوبکم افتراء على الله و مکراً مکرتم، و الله خیر الماکرین، فلا تدعونکم أنفسکم الى الجذل بما أصبتم من دمائنا، و نالت أیدیکم من أموالنا، فان ما اصابنا من المصائب الجلیله، و الزرایا العظیمه فى کتاب من قبل أن نبرأها، ان ذلک على الله یسیر، لیکلا تأسوا على ما فاتکم و لا تفرحوا بما آتاکم، ولله لا یحب کل مختال فخور.
تبا لکم فانظروا العنه و العذاب. فکأن قد حل بکم و تواترت من السماء نقمات. فیسحتکم بعذا و یذیق بعضکم بأس بعض ثم تخلدون فى العذاب الالیم یوم القیامه بما ظلمتونا. ألا لعنه الله على الظالمین.
ویلکم! أتدرون أیه ید طاعنتنا منکم؛ و آیه نفس نزعت الى قتالنا؟ ام بأیه رجل مشیتم الینا؟ تبغون محاربتنا، قست قلوبکم؛ و غلظت أکبادکم؛ و طبع الله على أفئدتکم؛ و ختم على سمعکم و بصرکم و سول لکم الشیطان و أملى لکم. وجعل على بصرکم غشاوه فأنتم لا تهتدون.
تباً لکم یا اهل الکوفه! أى تراث لرسول الله قبلکم؛ و ذحول له لدیکم. بما عندتم بأخیه على بن أبى طالب جدى و بنیه و عترته الطیبین الاخیار؛ و أفتخر بذلک مفتخرکم.
نحن قتلنا علیاً و بنى على بسیوف هندیه و رماح و سبینا نسائهم سبى ترک و نطحنا هم فأى نطاح
بفیک ایها القائل الکثکث و الآثلب، افتخرت بقتل قوم زکاهم الله و طهرهم و أذهب عنهم الرجس فأکظم و أقع کما أقعى أبوک فانما لکل امرى ء ما اکتسب و ما قدمت یداه حسدتمونا ویلاً لکم على ما فضلنا الله تعالى، ذلک فضل الله یؤتیه من یشاء و الله ذوالفضل العظیم؛ و من لم یجعل الله له نوراً فما له من نور.
منابع: الملهوف، سیدبن طاووس، ص ۱۹۴- الاحتجاج، طبرسی، ج ۲، ص ۱۰۴، ح ۱۶۹.